سورة طه - تفسير تفسير ابن عطية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


اختلف الناس في قوله {طه} بحسب اختلافهم في كل الحروف المتقدمة في أوائل السور إلا قول من قال هناك إن الحروف إشارة إلى حروف المعجم كما تقول أ. ب. ج. د. فإنه لا يترتب هنا لأن ما بعد {طه} من الكلام لا يصح أن يكون خبراً عن {طه} واختصت أيضاً {طه} بأقوال لا تترتب في أوائل السور المذكورة، فمنها قول من قال: {طه} اسم من أسماء محمد عليه السلام، وقوله من {طه} معناه يا رجل بالسريانية وقيل بغيرها من لغات العجم، وحكي أنها لغة يمينة في عك وأنشد الطبري: [الطويل]
دعوت بطه في القتال فلم يجب *** فخفت عليه أن يكون موائلاً
ويروى مزايلاً وقال الآخر: [البسيط]
إن السفاهة طه من خلائقكم *** لا بارك الله في القوم الملاعين
وقالت فرقة: سبب نزول الآية إنما هو ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحمله من مشقة الصلاة حتى كانت قدماه تتورم ويحتاج الى الترويح بين قدميه فقيل له طاً الأرض أي لا تتعب حتى تحتاج الى الترويح، فالضمير في {طه} للأرض وخففت الهمزة فصارت ألفاً ساكنة، وقرأت {طه} وأصله طأ فحذفت الهمزة وأدخلت هاء السكت، وقرأ ابن كثير وابن عامر {طَهَ} بفتح الطاء والهاء وروي ذلك عن قالون عن نافع، ووروي عن يعقوب عن كسرهما، وروي عنه بين الكسر والفتح، وأمالت فرقة، والتفخيم لغة الحجاز والنبي عليه السلام، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بكسر الطاء والهاء، وقرأ أبو عمر و{طَهِ} بفتح الطاء وكسر الهاء، وقرأت فرقة {طَهْ} بفتح الطاء وسكون الهاء، وقد تقدمت، وروي عن الضحاك وعمرو بن فائد انهما قرأ {طاوي}. وقوله {لتشقى} قالت فرقة: معناه لتبلغ عن نفسك في العبادة والقيام في الصلاة، وقالت فرقة: إنما سبب الآية أن قريش لما نظرت إلى عيش رسول صلى الله عليه وسلم وشظفه وكثرة عبادته قالت: إن محمداً مع ربه في شقاء فنزلت الآية رادة عليهم، أي إن الله لم ينزل القرآن ليجعل محمداً شقياً بل ليجعله أسعد بني آدم بالنعيم المقيم في أعلى المراتب، فالشقاء الذي رأيتم هو نعيم النفس ولا شقاء مع ذلك ع: فهذا التأويل أعم من الأول في لفظة الشقاء، وقوله {إلا تذكرة} يصح أن ينصب على البدل من موضع {لتشقى} ويصح أن ينصب بفعل مضمر تقديره لكن أنزلناه تذكرة، و{يخشى} يتضمن الإيمان والعمل الصالح إذ الخشية باعثة على ذلك، وقوله {تنزيلاً} نصب على المصدر، وقوله {ممن خلق الأرض والسماوات العلى} صفة أقامها مقام الموصوف، وأفاد ذلك العبرة والتذكرة وتحقير الأوثان وبعث النفوس على النظر، و{العلى} جمع عليا فعلى.
وقوله {الرحمنُ} رفع بالابتداء ويصح أن يكون بدلاً من الضمير المستقر في {خلق}. وقوله {استوى} قالت فرقة: هو بمعنى استولى، وقال أبو المعالي وغيره من المتكليمن: هو بمعنى استواء القهر والغلبة، وقال سفيان الثوري: فعل فعلاً في العرش سماه استواء وقال الشعبي وجماعة غيره: هذا من متشابه القرآن يؤمن به ولا يعرض لمعناه، وقال مالك بن أنس لرجال سأله عن هذا الاستواء فقال له مالك: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عن هذا بدعة وأظنك رجل سوء أخرجوه عني، فأدبر السائل وهو يقول يا أبا عبدالله لقد سألت عنها أهل العراق وأهل الشام فما وفق احد توفيقك.
قال القاضي أبو محمد: وضعف أبو المعالي قول من قال لا يتكلم في تفسيرها بأن قال إن كل مؤمن يجمع على أن لفظة الاستواء ليست على عرفها في معهود الكلام العربي، فإذا فعل هذا فقد فسر ضرورة ولا فائدة في تأخره على طلب الوجه والمخرج البين، بل في ذلك البأس على الناس وإيهام للعوام، وقد تقدم القول في مسألة الأستواء. وقوله {له ما في السماوات} الآية تماد في الصفة المذكورة المنبهة على الخالق المنعم، وفي قوله {ما تحت الثرى} قصص في أمر الحوت ونحوه اختصرته لعدم صحته، والآية مضمنة أن كل موجود محدث فهو لله بالملك والاختراع ولا قديم سواه تعالى. و{الثرى} التراب الندي، وقوله {وإن تجهر بالقول} معناه وإن كنتم أيها الناس إذ أردتم إعلام أحد بأمر أو مخاطبة أوثانكم وغيرها فأنتم تجهرون بالقول فإن الله الذي هذه صفاته {يعلم السر وأخفى} فالمخاطبة ب {تجهر} لمحمد عليه السلام وهي مراد جميع الناس إذ هي آية اعتبار، واختلف الناس في ترتيب {السر} وما هو {أخفى} منه، فقالت فرقة {السر} هو الكلام الخفي كقراءة السر في الصلاة، والأخفى هو ما في النفس، وقالت فرقة وهو ما في النفس متحصلاً، والأخفى هو ما سيكون فيها في المستأنف، وقالت فرقة {السر} هو ما في نفوس البشر، وكل ما يمكن أن يكون فيها في المستأنف بحسب الممكنات من معلومات البشر، والأخفى هو ما من معلومات الله لا يمكن أن يعلمه البشر البتة ع: فهذا كله معلوم لله عز وجل.
وقد تؤول على بعض السلف أنه جعل {أخفى} فعلاَ ماضياً وهذا ضعيف، و{الأسماء الحسنى} يريد بها التسميات التي تضمنتها المعاني التي هي في غاية الحسن ووحد الصفة مع جمع الموصوف لما كانت التسميات لا تعقل، وهذا جار مجرى {مآرب أخرى} [طه: 18] {ويا جبال أوبي معه} [سبأ: 10] وغيره، وذكر أهل العلم أن هذه الأسماء هي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة» وذكرها الترمذي وغيره مسنده.


هذا الأستفهام هو توقيف مضمنه تنبيه النفس إلى استماع ما يورد عليها، وهذا كما تبدأ الرجل إذا أدرت إخباره بأمر غريب فتقول أعلمت كذا وكذا، ثم تبدأ تخبره. والعامل في {إذ} ما تضمنه قوله {حديث} من معنى الفعل، وتقديره {وهل أتاك} ما فعل موسى {إذ رأى ناراً} أو نحو هذا، وكان من قصة موسى عليه السلام أنه رجل من مدين بأهله بنت شعيب وهو يريد أرض مصر وقد طالت مدة جنايته هنالك فرجاً عن طريقه في ليلة مظلمة وندية ويروى أنه فقد الماء فلم يدر أين يطلبه فبينما هو كذلك وقد قدح بزنده فلم يور شيئاً {إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا} أي أقيموا، وذهب هو إلى النار فإذا هي مضطرمة في شجرة خضراء يانعة قيل كانت من عناب، وقيل من عوسج، وقيل من عليقة، فلما دنا منها تباعدت منه ومشت، فإذا رجع عنها اتبعته فلما رأى ذلك أيقن أن هذا أمر من أمور الله تعالى الخارقة للعادة، وانقضى أمره كله في تلك الليلة، هذا قول الجمهور وهوالحق، وحكى النقاش عن ابن عباس أنه قال: أقام في ذلك الأمر حولاً ومكثه أهله ع: وهذا غير صحيح عن ابن عباس وضعيف في نفسه. و{آنست} معناه أحسست ومنه قول الحارث بن حلزة: [الخفيف]
آنست نبأة وروعها القَنْ *** ناص ليلاً وقد دنا الإمساء
والنار على البعد لا تحس إلا بالأبصار، فلذلك فسر بعضهم اللفظ برأيت، وآنس أعم من {رأى} لأنك تقول آنست من فلان خيراً أو شراً. والقبس الجذوة من النار تكون على رأس العود أو القصبة أو نحوه، والهدى أراد الطريق، أي لعلي أجد ذا هدى أي مرشداً لي أو دليلا، وان لم يكن مخبراً. والهدى يعم هذا كله وإنما رجا موسى عليه السلام هدى نازلته فصادف الهدى على الإطلاق، وفي ذكر قصة موسى بأسرها في هذه السورة تسلية للنبي عما لقي في تبليغه من المشقات وكفر الناس فإنما هي له على جهة التمثيل في أمره. وروي عن نافع وحمزة {لأهلهُ امكثوا} بضمة الهاء وكذلك في القصص، وكسر الباقون الهاء فيهما. وقوله تعالى {فلما أتاها} الضمير عائد على النار، وقوله {نودي} كناية عن تكليم الله له، وفي {نودي} ضمير يقوم مقام الفاعل، وإن شئت جعلته موسى إذ قد جرى ذكره، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي {إني} بكسر الألف على الإبتداء، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {أني} بفتح الألف على معنى لأجل أني {أنا ربك فاخلع نعليك}، و{نودي} قد توصل بحرف الجر وأنشد أبو علي: [الكامل]
ناديت باسم ربيعة بن مكدم *** ان المنوه باسمه الموثوق
واختلف المتأولون في السبب الذي من أجله أمر بخلع النعلين، فقالت فرقة كانتا من جلد حمار ميت فأمر بطرح النجاسة، وقالت فرقة بل كانت نعلاه من جلد بقرة ذكي لكن أمر بخلعها لينال بركة الوادي المقدس وتمس قدماه تربة الوادي، وتحتمل الآية معنى آخر هو الأليق بها عندي، وذلك أن الله تعالى أمره أن يتواضع لعظم الحال التي حصل فيها، والعرف عند الملوك أن تخلع النعلان ويبلغ الإنسان إلى غاية تواضعه، فكأن موسى عليه السلام أمر بذلك على هذا الوجه، ولا نبالي كانت نعلاه من ميتة أو غيرها، و{المقدس} معناه المطهر، و{طوى} معناه مرتين مرتين، فقالت فرقة معناه قدس مرتين، وقالت فرقة معناه طويته أنت، أي سرت به، أي طويت لك الأرض مرتين من طيك، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي {طوىً} بالتنوين على أنه اسم المكان، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} على أنه اسم البقعة دون تنوين، وقرأ هؤلاء كلهم بضم الطاء، وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو بكسر الطاء، وقرأت فرقة {طاوي} وقالت فرقة هو اسم الوادي، و{طوى} على التأويل الأول بمنزلة قولهم ثنى وثنى أي مثنياً، وقرأ السبعة غير حمزة {وأنا اخترتك} ويؤيد هذه القراءة تناسبها مع قوله {أنا ربك} وفي مصحف أبي بن كعب {وأني اخترتك}، وقرأ حمزة {وأنّا اخترناك} بالجمع وفتح الهمزة وشد النون، والآية على هذا بمنزلة قوله {سبحان الذي أسرى بعبده} [الأسراء: 1] ثم قال: {وآتينا} [الإسراء: 2] فخرج من إفراد إلى جمع، وقرأت فرقة {وإنا اخترناك} يكسر الألف.
قال القاضي أبو محمد: وحدثني أبي رضي الله عنه قال: سمعت أبا الفضل بن الجوهري يقول: لما قيل لموسى {فاستمع} وقف على حجر، واستند إلى حجر، ووضع يمينه على شماله وألقى ذقنه على صدره، ووقف يستمع وكان كل لباسه وصوفاً. وقرأت فرقة{بالواد المقدس طاوي}وقوله {وأقم الصلاة لذكري} يحتمل أن يريد لتذكيري فيها أو يريد لأذكرك في عليين بها فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول واللام لام السبب، وقالت فرقة معنى قوله {لذكري} أي عند ذكري إذا ذكرتني وأمري لك بها، فاللام على هذا بمنزلتها في قوله {أقم الصلاة لدلوك الشمس} [الإسراء: 78] وقرأت فرقة{للذكرى}، وقرأت فرقة{لذكرى}بغير تعريف، وقرأت فرقة{للذكر}.


في قوله {إن الساعة آتية} تحذير ووعيد، أي اعبدني فإن عقابي وثوابي بالمرصاد، و{الساعة} في هذه الآية القيامة بلا خلاف، وقرأ ابن كثير والحسن وعاصم {أكاد أخفيها} بفتح الهمزة بمعنى أظهرها أي أنها من صحة وقوعها وتيقن كونه تكاد تظهر لكن تنحجب إلى الأجل المعلوم، والعرب تقول خفيت الشيء بمعنى أظهرته ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
خفاهن من أنفاقهن كأنما *** خفاهن ودق من سحاب مجلّب
ومنه قوله أيضاً: [المتقارب]
فإن تدفنوا الداء لا نخفه *** وإن توقدوا الحرب لا نقعد
قال أبو علي: المعنى أزيل خفاءها، وهو ما تلف به القربة ونحوها، وقرأ الجمهور {أُخفيها} بضم الهمزة، واختلف المتأولون في معنى الآية فقالت فرقة: معناه أظهرها وأخفيت من الأضداد، وهذا قول مختل، وقالت فرقة معناه، {أكاد أخفيها} من نفسي على معنى العبارة من شدة غموضها على المخلوقين، فقالت فرقة: المعنى {إن الساعة آتية أكاد} وتم الكلام بمعنى {أكاد} أنفذها لقربها وصحة وقوعها ثم استأنف الإخبار بأن يخفيها، وهذا قلق، وقالت فرقة {أكاد} زائدة لا دخول لها في المعنى بل تضمنت الآية الإخبار بأن الساعة آتية وأن الله يخفي وقت إتيانها عن الناس، وقالت فرقة {أكاد} بمعنى أريد، فالمعنى أريد إخفاءها عنكم {لتجزى كل نفس بما تسعى} واستشهد قائل هذه المقالة بقول الشاعر: [الكامل]
كادت وكدت وتلك خير إرادة ***
وقد تقدم هذا المعنى، وقالت فرقة {أكاد} على بابها بمعنى أنها متقاربة ما لم يقع، لكن الكلام جار على استعارة العرب ومجازها، فلما كانت الآية عبارة عن شدة خفاء أمر القيامة ووقتها وكان القطع بإتيانها مع جهل الوقت أهيب على النفوس بالغ قوله تعالى في إبهام وقتها فقال {أكاد أخفيها} حتى لا تظهر البتة ولكن ذلك لا يقع ولا بد من ظهورها، هذا تلخيص هذا المعنى الذي أشار إليه بعض المفسرين وهو الأقوى عندي، ورأى بعض القائلين بأن المعنى {أكاد أخفيها} من نفسي ما في القول من القلق فقالوا معنى من نفسي من تلقائي ومن عندي ع وهذا رفض للمعنى الأول ورجوع إلى هذا القول الذي اخترناه أخيراً فتأمله، واللام في قوله {لتجزى} متعلقة ب {آتية} وهكذا يترتب الوعيد. و{تسعى} معناه تكسب وتجترح، والضمير في قوله {عنها} يريد الإيمان بالساعة فأوقع الضمير عليها، ويحتمل أن يعود على {الصلاة} [طه: 14] وقالت فرقة المراد عن لا إله الا الله ع: وهذا متجه، والأولان أبين وجهاً. وقوله {فتردى} معناه تهلك والردى الهلاك ومنه قوله دريد بن الصمة: [الطويل]
تنادوا فقالوا أدرت الخيل فارساً *** فقلت أعبد الله ذلكمُ الردي
وهذا الخطاب كله لموسى عليه السلام وكذلك ما بعده، وقال النقاش: الخطاب ب {فلا يصدنك} لمحمد عليه السلام وهذا بعيد، وفي مصحف عبدالله بن مسعود {أكاد أخفيها من نفسي} وعلى هذه القراءة تركب ذلك القول المتقدم، وقوله عز وجل {وما تلك بيمينك يا موسى} تقرير مضمنه التنبيه وجمع النفس لتلقي ما يورد عليها وإلا فقد علم ما هي في الأزل، وقوله {بيمينك} من صلة تلك وهذا نظير قول الشاعر يزيد بن ربيعة: [الطويل]
عدسْ ما لعباد عليك إمارة *** نجوت وهذا تحملين طليق
قال ابن الجوهري: وروي في بعض الآثار أن الله تعالى عتب على موسى إضافة العصا إلى نفسه في ذلك الموطن فقيل له {ألقها} [طه: 19] ليرى منها العجب فيعلم أنه لا ملك له عليها ولا تضاف إليه، وقرأ الحسن وأبو عمرو بخلاف عنه {عصاي} بكسر الياء مثل غلامي، وقرأت فرقة {عصى} وهي لغة هذيل ومنه قول أبي ذؤيب: [الكامل]
سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهم ***
وقرأ الجمهور {عصايَ} بفتح الياء، وقرأ ابن أبي إسحاق {عصايْ} بياء ساكنة، ثم ذكر موسى عليه السلام من منافع عصاه عظمها وجمهورها، وأجمل سائر ذلك، وقرأ الجمهور {وأهُشُّ} بضم الهاء والشين المنقوطة ومعناه أخبط بها الشجر حتى ينتثر بها الورق للغنم، وقرأ إبراهيم النخعي {وأهِش} بكسر والمعنى كالذي تقدم، وقرأ عكرمة مولى ابن عباس {وأهُسُّ} بضم الهاء والسين غير المنقوطة ومعناه أزجر بها وأخوف، وقرأت فرقة {علي غنمي} بالجر، وقرأت {غنمي} فأوقع الفعل على الغنم، وقرأت {غنْمي} بسكون النون ولا أعرف لها وجهاً، وقوله {أخرى} فوحد مع تقدم الجمع وهو المهيع في توابع جمع ما لا يعقل والكناية عنه فإن ذلك يجري مجرى الواحدة المؤنثة كقوله تعالى: {الأسماء الحسنى} [طه: 8] وكقوله {يا جبال أوبي معه} [سبأ: 10] وقد تقدم القول في هذا المعنى غير مرة، وعصا موسى عليه السلام هي التي كان أخذها من بيت عصا الأنبياء التي كان عند شعيب حين اتفقا على الرعية، وكانت عصا آدم هبط بها من الجنة وكانت من العير الذي في ورق الريحان وهو الجسم المستطيل في وسطها وقد تقدم شرح أمرها فيما مضى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8